-->

مُستقبل التعليم في الفصول المدرسية بدمج تكنولوجيا المعلومات في التعليم ...


أدخلت التقنية تغيرات محورية كبيرة على طُرُق التدريس في المدارس وكذلك على محتوى المناهج الدراسية والأهداف والمُخرجات التعليمية التي يحتاج طلبة المدارس الى تلقيها خلال العملية التعليمية. وفي حين تختلف دول العالم إختلافات كُبرى عن بعضها البعض من حيث تبنيها  تلك التقنيات والمناهج التعليمية، إلا أن الإتجاه العام في عالميا ينبأ بأن الفصول الدراسية اليوم وفي المُستقبل القريب لن تعود أبدا كما كانت في الماضي.

في النقاط التالية نُحاول رصد الملامح الرئيسية لتلك التغيرات الكُبرى التي تطرأ على العملية التعليمية في المدارس حول العالم نتيجة لتبني التقنيات الحديثة. وتجدر الإشارة هنا الى أن بعض تلك التغيرات رُبما يكون على الجانب السلبي، ولكن الواقع الجديد يفرق الكثير من المُتغيرات الجديدة التي يجب على المدارس في كل مكان أن تتأقلم معها:
  • الأجهزة اللوحية والمحمولة هي الوسائل التعليمية الأكثر ملائمة لهذا الزمان:
 تعددت المحاولات على مدار السنوات الماضية لإحلال الحاسبات المحمولة مرات، والأجهزة اللوحية مرات أُخرى، محل الكُتُب المدرسية الورقية التقليدية. بدأت المحاولات بأول مشروع جاد لهذا الغرض تحت مُسمى “حاسب محمول لكل طفل – OLPC” في عام ٢٠٠٥، وكان أحدثها مشروع لوحيات iPad المُخفضة الموجهة لطلبة المدارس، ومن بينهما العديد والعديد من المبادرات المُشابهة. لا يُمكنني الجزم بأنني وجدت بالفعل من بين تلك المُبادرات ذلك المُخطط المثالي الذي سيُغير العالم بأكمله، ولكن المفهوم والهدف واحد، وأتصور أن يتحقق عاجلا أم آجلا، ألا وهو أن يستعين تلاميذ الفصول الدراسية بجهاز إلكتروني محمول خفيف الوزن يحمل كافة مناهجهم الدراسية ويُمكن الحصول من خلاله على محتوى تعليمي تفاعلي متميز، ليحل محل الكتاب المدرسي التقليدي.
  • مدارس المُستقبل ربما تحتاج الى قواعد وقيود مُنظمة لإستخدام الأجهزة الإلكترونية:
 مع حلول الأجهزة الإلكترونية كبديل عن الوسائل التعليمية التقليدية، تظهر الى الافق مشكلة جديدة رُبما تكون قد تعرضت لها مُبكرا أنظمة تعليمية كانت أسرع في تبني تلك التقنيات الجديدة. طبقت المدارس التابعة لمنطقة بالتيمور في الولايات المتحدة الأمريكية نظاما جديدا شارك في إعداده أطباء مُتخصصين يهدف الى حماية الطلاب من الآثار الجانبية الضارة الخاصة بكثرة إستخدام الأجهزة الإلكتروينة، ويقضي بعدم جواز أن إستخدام الأجهزة الإلكترونية في القيام بأكثر من ٥٠٪ من إجمالي المهام التعليمية في الفصول الدراسية للمرحلة الثانوية، كما ينبغي على القائمين على الفصول الدراسية عدم السماح بإستخدام الأجهزة الإلكترونية لأكثر من ٢٠ دقيقة مُتصلة، ولا يُسمح بإصطحاب الحاسبات المحمولة والأجهزة اللوحية أثناء فترة الراحة خلال اليوم الدراسي.
  • البرمجة وتصميم الروبوت رُبما تكون أهم كثيرا من المناهج الإلكترونية:
 لا يتعلق تبني التقنية في الفصول الدراسية فقط بتحويل الكتب المدرسية الى كتب إلكترونية، ولكن – في تقديري – فالجانب الأكثر أهمية يكمن في المُخرجات التعليمية الجديدة التي أصبحت ضرورية لتلك المرحلة الجديدة التي نعيش فيها حاليا. أصبح تعلم لغات البرمجة وتصميم الروبوت، وبرمجته جزءا أساسيا من المناهج التعليميى لكثير من المدارس الثانوية وحتى الإعدادية في عديد من دول العالم، وسيُساهم ذلك التحول المحوري في تنشئة أجيال جديدة من المُبدعين القادرين على التأقلم مع متغيرات سوق العمل وإحتياجات هذا العصر الجديد من الموهوبين والمبتكرين.

1تعليق

  1. مقال رائع أخي..
    أصبحت تقنيات التعليم الحديثة أمر لابد منه وضرورة وليس مجرد كماليات تكميلية للتعليم..

    ردحذف